لازيو وروما: ديربي العاصمة المرتقب يوم الأحد في الدوري الإيطالي
يوم الأحد المقبل، 13 أبريل 2025، تتجه أنظار عشاق الكرة الإيطالية نحو ملعب الأولمبيكو في روما، حيث يلتقي لازيو وروما في إطار الجولة 32 من الدوري الإيطالي "السيري آ" لموسم 2024-2025. هذا اللقاء، المعروف بـ"ديربي ديلا كابيتالي" أو ديربي العاصمة، ليس مجرد مباراة عادية، بل هو صراع تاريخي يجمع بين فريقين يتقاسمان الملعب نفسه، لكنهما يتنافسان على زعامة المدينة العريقة. فمن سيحسم هذا الديربي؟ وهل يواصل لازيو تفوقه الأخير، أم أن روما سيستعيد بريقه في هذه المواجهة المرتقبة؟
تاريخ المواجهات: تنافس يعكس روح روما
تاريخ المواجهات بين لازيو وروما يمتد لعقود طويلة، حيث يُعد هذا الديربي من أشرس الصراعات في الكرة الإيطالية. لازيو، الذي تأسس عام 1900، هو أقدم أندية العاصمة، بينما تأسس روما في 1927 نتيجة دمج عدة أندية محلية، بعد رفض لازيو الانضمام لهذا الدمج بسبب تمسكه بهويته المستقلة. أول مواجهة رسمية بين الفريقين كانت في 8 ديسمبر 1929، وانتهت بفوز لازيو 1-0، لتبدأ بذلك واحدة من أعرق المنافسات في كرة القدم العالمية.
حتى الآن، التقى الفريقان في 184 مباراة رسمية عبر مختلف البطولات. روما يتفوق بشكل طفيف بـ68 انتصارًا، مقابل 58 فوزًا للازيو، وانتهت 58 مباراة بالتعادل. في الدوري الإيطالي تحديدًا، لعب الفريقان 160 مباراة، فاز روما في 59 منها، بينما فاز لازيو في 47، وكان التعادل سيد الموقف في 54 لقاء. من أبرز المواجهات التاريخية تلك التي جرت في موسم 1997-1998، عندما سحق لازيو منافسه 4-1 في مباراة شهدت تألق أليساندرو نيستا وبافيل نيدفيد. على الجانب الآخر، يتذكر جمهور روما فوزهم الكبير في موسم 2000-2001 بنتيجة 3-0، وهو العام الذي توج فيه روما بلقب الدوري بقيادة فرانشيسكو توتي.
في السنوات الأخيرة، شهدت المواجهات ندية كبيرة، حيث فاز لازيو في 3 من آخر 4 لقاءات بالدوري، بما في ذلك فوزه في الموسم الماضي 2023-2024 بنتيجة 1-0. روما، على الجانب الآخر، فشل في التسجيل في آخر 4 مواجهات ضد لازيو، مما يضعه تحت ضغط كبير لكسر هذه العقدة. فهل يستطيع روما استعادة توازنه، أم أن لازيو سيواصل هيمنته في ديربي العاصمة؟
وضع الفريقين: صراع المراكز الأوروبية
لازيو يدخل المباراة في وضع جيد نسبيًا، حيث يحتل المركز الرابع برصيد 35 نقطة بعد 31 جولة، وفقًا لآخر الإحصائيات المتاحة حتى يناير 2025. الفريق، بقيادة المدرب ماركو بارولو، يسعى لتأمين مركزه في المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. لازيو يعتمد على خط هجوم قوي بقيادة فالنتين كاستيلانوس، إلى جانب لاعبي الوسط مثل ماتيو جندوزي وماتيا زاكاني، بينما يشكل الدفاع بقيادة أليسيو رومانيولي حائط صد قوي.
روما، من جهته، يعاني من تقلبات هذا الموسم، حيث يحتل المركز السابع برصيد 52 نقطة بعد 30 جولة، وفقًا لتقارير حديثة. تحت قيادة المدرب كلاوديو رانييري، يسعى روما للعودة إلى الانتصارات بعد سلسلة من النتائج المخيبة، بما في ذلك تعادله الأخير 0-0 أمام ليتشي. الفريق يعتمد على لاعبين مثل أرتيم دوفبيك في الهجوم، وماتياس سول ولورينزو بيليجريني في خط الوسط، لكن غياب باولو ديبالا بسبب الإصابة حتى نهاية الموسم يُعد ضربة قوية.
التكتيكات: معركة خارج الخطوط
المباراة ستشهد صراعًا تكتيكيًا بين بارولو ورانييري. لازيو قد يعتمد على أسلوب متوازن يجمع بين الدفاع المحكم والهجمات المرتدة السريعة، مع التركيز على استغلال سرعة زاكاني وإيزاكسن على الأطراف. من جهته، روما سيحاول فرض أسلوب هجومي بتشكيل 3-4-2-1، حيث سيدعم سول وبيليجريني المهاجم دوفبيك، بينما يعتمد الدفاع على خبرة ماتس هوملز وجيانلوكا مانشيني. السؤال هنا: هل سيتمكن روما من اختراق دفاع لازيو، أم أن الأخير سيواصل تفوقه التكتيكي؟
الأجواء: شغف لا يضاهى
ملعب الأولمبيكو، الذي يتسع لـ70 ألف متفرج، سيكون مسرحًا لأجواء مشحونة. جماهير لازيو، المعروفة باسم "النسور"، وجماهير روما، أو "الذئاب"، ستخلقان أجواءً احتفالية مليئة بالتوتر والحماس. الألوان البيضاء والسماوية للازيو ستتنافس مع الأحمر والأصفر لروما، في مشهد يعكس روح المدينة الخالدة. هذا الديربي ليس مجرد مباراة، بل هو تعبير عن الهوية والانتماء لكل مشجع.